ناصر جابي – أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الجزائر
عرف دور النقابات المستقلة صعوداً واضحاً مع بداية الحراك الشعبي في 2019 الذي غيّر جذرياً في ملامح الساحة السياسية الوطنية، عبر بروز قوى اجتماعية جديدة كالشباب والفئات الوسطى والمرأة.
أعلنت مؤسسة الصحافة العالمية للصور “وورلد بريس فوتو” عن الفائزين في مسابقتها للصور في ثمان فئات لسنة 2019. من ضمنها فئة “أفضل قصة مصوّرة”، التي فاز بها موضوع “خو”.
بعد سنة من التظاهرات المتواصلة، أسقطت سلمية المتظاهرين حجة السلطة في استخدام العنف لقمع الحراك الشعبي، بدافع حفظ النظام العام كما لم تفلح مناورات هذه السلطة في احتواء الأزمة بسبب ضعف معروضها السياسي.
السلطة في الجزائر لا تُخْتَصَر في دار الرئاسة ولا في قيادة الجيش ولا في أجهزة الاستخبارات ولا في حزبَي النظام ولا في شركة النفط العمومية ولا في طغمة رجال اﻷعمال، بل هي موزعة على تلك الجهات وغيرها. هذا الكتاب يشرح كيف ..
لم تتوقف احتجاجات الجزائر بل أصبح المتظاهرون يطالبون برحيل قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح، الذي يمثل السلطة الفعلية الحالية والذي أصبح في نظر الشارع جزءاً من المشكلة.
كلفلسطينيين كنا نحلم ببلاد لم نرها وولدنا بعيداً منها، وكنا نرغب في طرد الاستعمار منها لأنها بلادنا. وبسبب هذه المشاعر البريئة ربما، كنا نحب الجزائر ونحلم بتحريرها
حتّى اللحظة، لا يزال المحتجّون مصرّين وصاخبين، على رغم سلميّتهم. إلّا أنه في ظلّ غياب قرار حازم وغير عنفيّ، من المرجّح أن تقود الاضطرابات إلى ظهور تحدّيات أمنيّة شائكة؛ لا من حيث الاضطرابات وإجراءات القمع الأمنيّ وحسب، وإنّما أيضاً من حيث إتاحة مجال إضافيّ للجماعات الجزائريّة المسلّحة للظهور من جديد والتوسّع.
أصبح الكل يجاري الشارع، سواء أكانوا من المعارضة أو ممن يتحكمون بالسلطة. لا أحد يريد الإمساك بزمام المبادرة وعرض خارطة طريق أخرى. فلا أحزاب المعارضة تملك من السيطرة ما يقنع المتظاهرين ولا من هم على رأس مؤسسات الدولة قادرون على فرض حل سياسي
إذا كانت التظاهرات الشعبيّة هي ما فرض على بوتفليقة عدم الترشّح لعهدة خامسة، فإنّ “سبباً إضافيّاً دفع في هذا الاتّجاه”، ذاك أنّ الرئيس، وفي الليلة التي سبقت إعلان تراجعه عن الترشّح، استقبل الرئيس الراحل هواري بومدين في أحد أحلامه…