أراد النائب روجيه عازار أن يقول لنا: “كلوا البسكويت ولا تتذمروا من فقدان الطحين”. قالها فعلاً، وصراحة، لكن مع شحنة كبيرة من الجهل والعنصرية والاستخفاف بآلام الناس ومصائبهم. قالها صراحة وضحك، كما لو كان جوع الناس مجرّد نكتة.
معظم من هاجم خريش ركن إلى غوغل للبحث عن هالا وردي فظهرت النتائج التي تجلد الكاتبة على تجرؤها على الخوض في مسألة حساسة، وأخبار من هنا وهناك عن منع كتابها في بعض الدول الإسلامية بسبب اعتباره مسيئاً للسيرة النبوية.
إنها المرحلة الكورونية من الانهيار اللبناني. وتوظيف “كورونا” في سياق هذا الانهيار جارٍ على قدم وساق، لا بل أن هذا الوباء المعولم، ضمّنا إلى غيرنا من المجتمعات المنكوبة، بعد أن كنا لوحدنا في هذا المنحدر.
سد بسري، سد جنة، سد المسيلحا، سد بقعاتا (بين المتن وكسروان)، قصة حرش بيروت القديمة الجديدة، وأخيراً بناء مركز لـ”التيار الوطني الحر” في جبل نهر الكلب، ويبدو أنه مشروع يُستتبع بنقل الصخور والرمال إلى مرفأ جونية حيث مشروع آخر أيضاً…
يبقى الجدال في النقاشات العامة وفي الإعلام هو حدود مسؤولية الجيش الوطني بين حماية حقوق المواطنين والمتظاهرين من جهة، وبين حماية السلطة التي تنهش حقوق الناس ومكتسباتهم.
ربما لو أن جنرال الرابية الغضوب (الذي اشتهر بشتائمه)، لم يصبح الآن رئيساً للجمهورية، لكان استبدل خطاباته الهادئة الحنون بكيل من الشتائم التي كنّا معتادين عليها. أما شتائم اللبنانيين في الشوارع، فمرفوضة وغير مقبولة “بلا تهذيب”!