“حزب الله” سلطة، إلا أنه سلطة مضطرة إلى تقديم تنازلات في حقول تعتبرها غير مهمة. عندما تشعر بأن باسيل يفاوض على الانشقاق، وأن شرط الانشقاق قد نضج، فإن التصرف حياله سيكون مختلفاً.
ناصيف حتّي، زياد بارود، فريد الخازن، وغسان سلامة … نماذج شكلت، ومن خلال أكاديميتها الناصعة، تجربةً لا يمكن القفز فوقها عن الخذلان المرير الذي تركته بعد رهان الكثيرين على قدرتها في ملء الخواء الذي تحتله السياسة في يومياتنا.
شعر حتي بأنّ عليه الرحيل وخذلان المملكة العونية التي أتت به. ولا نعرف إن كان من تكنوقراطيين آخرين يفكّرون بمغادرة هذا الحصار وعدم تلويث تاريخهم أو مسيرتهم بحكومة لا تقوم سوى بالتفاهات والإنجازات الوهمية.
البعض ممن هم في السلطة ارتأى أن يجعل من التوجّه نحو القطاعات الإنتاجيّة وخصوصاً الزراعة “موضة” يمكن توظيفها في الخطاب السياسي. لكن الواقع يقول حقيقة أخرى…
كل عناصر الشك والريبة موجودة في حكاية اعتقال هذه الشابة، أما اذا أضفنا إليها تجربتنا مع زياد عيتاني، فما علينا عندها إلا أن نقول أن السلطة تعيش على كوكب آخر، وأن قصة “العمالة” جرى ابتذالها على نحو فقدت فيه مصداقيتها