ومع أنه لم يعد هناك شيء يذكر من مبنى المدرسة، إلا أن الطلاب يتوافدون يومياً للدراسة، بعضهم بثياب ممزقة رثة، يمشون -بعد هذه السنوات من إجهاض حلمهم- بين الركام بلا مبالاة.
لم أبرع في الكتابة يوماً. مادة القراءة العربية كانت الأحب إلى قلبي، هي قراءة فقط. أتقن لساني مخارج الحروف، الاستظهار كان سهلاً والتقطت سرّ الإعراب وتركيبات الأفعال وتوابعها، لكنني لم أبرع في الكتابة يوماً.
من الصعب تدريس تاريخٍ لم يصبح تاريخاً بعد. تنتشر القوات الأميركية في العراق منذ فترةٍ تفوق متوسط عمر طالب مستجد في المرحلة الثانوية. ولكن بنسبة كبيرة، تظل التدخلات العسكري الأميركية بمعظمها، سفكاً للدماء منذ حرب فيتنام، ومحل تهميش في فصول الدراسات الاجتماعية الأميركية…