ماذا لو قررت النساء العربيات، وبعضهن فعل، كشف كل من أساء إليهن في المنزل والعمل والشارع؟ ماذا لو قررن كشف أسماء المتحرشين والمعنفين والمستغلين والمغتصبين في هذه الأوساط؟
الفرزلي هو واحد من مجموعة سياسيين استمدّوا من شرعيتهم السلطوية حق تجاوز الخطوط الحمراء مع النساء بالتعرض السفيه لكرامتهن وأعراضهن عبر شتائم أو عبارات ذكورية، لا سيما في المجلس النيابي، ملجأ اللبنانيات المُفترض لحلّ قضاياهن العالقة.
“فضّلتُ أن أعاني بصمت وألا أشهد تفكك عائلتي… في بعض الأحيان يكون من المهم جداً أن تُحافظ الأسرة على سمعتها”، يُدرك الأطفال أنّ عليهم التستّر على معاناتهم من أجل حماية سمعة الأسرة في إيران.
تعرضت الشابة للاغتصاب الأول، وبدأت بعد ذلك تجربة لا تقل قساوة مع تكرار الاعتداءات عليها، ومعها بدأت رحله تجاهل محنتها كما تقول من قبل المعتدي الذي عمد الى نشر أخبار مسيئة لها.
لم تخفِ المتضامنات مع سارة حجازي خوفهن من الوصول إلى خيار الانتحار، فكل فتاة من هذه الطبقة ستواجه المصير ذاته، في حال قررت التمرد على المنظومة أو كما قالت إحداهن بإيجاز وبلاغة “نحن شقيقات سارة حجازي غير الشرعيات، وربما ينتظرنا المصير ذاته…”
كانت الهواجس راكدة في داخلي لكن حادثة فتاة المنصورة قضت على محاولاتي للإنكار. أتابع الفيديوات وأنا أقبض على يدي بقوة، فكل واحد من هؤلاء له عندي صفعة قوية رداً على ما فعلوه مع فتاة المنصورة وما فُعل بي وبلارا لوغان وفتاة التحرير وفتاة العتبة والفتيات الأخريات المجهولات.
أثبت لجوء النساء إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبوح عن تعرّضهنّ للعنف والتحرّش جدواه في أكثر من حالة. ولكن هل هذا هو شكل العدالة المطلوب للناجيات؟ أين ينجح الفضح وأين يخفق؟