سمعتها تخبر أمي أن مسماراً اخترق قدم ابنها أثناء عمله وأنه متعب جداً، لكنه لم يرضخ لتوسلاتها كي يرتاح في البيت ليوم واحد على الأقل، منكسة رأسها المثقل بالهموم، “إن لم يخرج ابني للعمل سنموت من جوعنا”.
القبائل والجماعات التي شاركت في بناء المدينة هي قبائل عربية يمنية تؤمن باليهودية، ولا تزال آثارها هناك. بيت بوس وقصصها وتاريخها الغنيّ، كل ذلك الآن مهدد بالاندثار، وليس من يسمع…
خلال عام واحد فقط، سجّل فريق “مواطَنة” وحده، 150 غارة جويّة شنّها التحالف بقيادة السعوديّة والإمارات أودت بحياة 375 مدنيّاً، بالإضافة إلى 87 هجوماً بريّاً ذهب ضحيّته 124 قتيلاً، و6 ضربات أميركيّة من دون طيّار على مواقع قيل إنّها تحت سيطرة القاعدة، أسفرت عن مقتل 22 مدنيّاً، و52 واقعة انفجار ألغام أرضيّة تسبّبت في مقتل ما لا يقلّ عن 60 مدنيّاً يتحمّل الحوثيّون مسؤوليّة معظمها… والملحمة اليمنيّة مستمرّة
جهود كثيرة بذلت من أجل انتصار عمر، أراد اليمنيون الانتقام من الحرب، وانتزاع الحياة من فم الموت.بعد التتويج، قال لي عمر: “سويناها يا وداد… اللقب يمني التتويج لنا”
في نهاية عام 2016، عرضت السعودية أن تدفع لعائلة الفتى السوداني هاجر 10 آلاف دولار إذا انضم إلى قواتها التي تقاتل في اليمن.
لم يستطع هاجر، الذي كان في الرابعة عشرة وقتها، تحديدَ مكان اليمن على الخريطة، وانتاب الذعرُ والدته. إذ رأت أنه نجا من حربٍ أهلية مروعة في دارفور، فكيف لوالديه أن يلقيا به إلى واحدة أخرى؟ لكن موقف العائلة كان أقوى.
استولى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على مساحةٍ تُقدّر بـ700 كيلومتر على امتداد الساحل اليمني مع بداية النزاع في اليمن عام 2015. وبزوغ حربٍ أهليةٍ ثانيةٍ من رحم أخرى قائمة، سوف يوفّر للتنظيم المزيد من الأراضي للسيطرة عليها.
بفعل تداعيات الحرب الأخيرة لم يعد اليمن كله كما كان من قبل وعدن كذلك بالضرورة. وفق تقرير لمجموعة الأزمات الدولية صدر أخيراً فإن عدن، “مدينة مأخوذة رهينة في لعبة شد حبال متداخلة