تتفنّن زينب بحشي أقراص العجائن بخلطات “السليق” و”الأريشة” و”الحرّ”، وتعتمد حشوة السكر أحياناً، كنوعٍ من الحلويات. أما اللحوم، فقد أُقصيت قسراً عن مائدة زينب، باستثناء أعياد الميلاد والمناسبات، حينها فقط تعد زينب أطفالها بدجاجة مشويّة.
أتقلب منزعجة من الحر والضجيج والأفكار التي، فتحت النافذة طالبة الهواء، فعُصفت بها. أحاول أن أفكر بالغد او بالأمس فأكتشف أنهما يشبهان اليوم بقتامتهما. أهرب من التفكير إلى التطلع على الشارع المزدحم بشؤمه…
هكذا ينسحب الانهيار الاقتصادي إلى السجل التجاري، ويضرب في العمق حق الوصول إلى المعلومات الذي يمكّن صحافيين استقصائيين ونشطاء مستقلين من ملاحقة الفاسدين.
في حديث الأربعين دقيقة الذي تفوه به جبران باسيل، بدا واضحاً أنه يستنجد مرةً أخرى بأمين عام “حزب الله” كضنين وحيد وموثوق بالحقوق العونية، التي غُلفت بالمسيحية.
في ذاك الزمن غير البعيد كان خبر الموت حدثاً جللاً ومُحزناً لا يعْبُر حياتنا بشكل يوميّ… أمّا اليوم فقد يصحُّ في هجاء الحياة اللبنانية القول بأنّ “الناس نيام فإن عاشوا انتبهوا…”!
شحنة المتفجرات هذه، كانت موضّبة عشوائياً مع مواد أخرى كالمفرقعات وطلاء الجدران وغيرها من المواد المساعدة على الإشعال، ما ساهم في تحويلها إلى وقوداً للحريق وسبباً للتفجير الذي امتد إلى العاصمة وكامل المرفأ.