ما يخلفه المشهد لا يدفع على الشعور بأننا حيال تنوع هادئ، انما حيال هويات مشحونة بقدر من الاحتقان ومن الحروب الأهلية، خصوصاً وأن المشهد انعقد بموازاة حملة اغتيالات جديدة تتبادلها على ما يبد أجنحة متناحرة من الفصائل الولائية القريبة من ايران.
سجلت المحاكم العراقية أكثر من 8000 دعوى قضائية حول حالات عنف وتجاوزات وشكاوى متعلقة بالتظاهرات وما لا يقل عن 20 متظاهراً وناشطاً لا يزالون في عداد المخفيين قسراً من قبل جماعات مسلحة.
اشتهرت شخصية “الجوكر” بالفوضى البنّاءة، ودخل قناع هذه الشخصية إلى تظاهرات بيروت وبغداد وباريس… للدلالة على أيديولوجيا جديدة بدأت تصعد في الشارع الغاضب.
الهاشمي، ضحية الإشكال الذي انتج منطق الميليشيا الشيعي، ولا يزال يحكم علاقة النخب الشيعية في العراق مع الدولة، والذي تغذيه إيران بنموذجها الطارد لأي قوة تحتكر العنف وتضعه في إطار شرعي، وتغذيه أيضاً مظلومية دولة السنّة المركزية…
عبد الملك كان أحد المتظاهرين الذين قتلتهم قوات الأمن بأسلحة صيد الحيوانات، لكنَّها لم تستطع قتل صوته الجميل وذكرياته مع أهله وأصدقائه الذين لا يزالون يحتفظون بالكثير من مقاطع الفيديو التي توثق لحظات الفرح والحزن التي كان يعبر عنها من خلال الغناء.
لايزال الخطف والتعذيب يمارس على نطاق واسع في العراق خصوصاً بحق المعارضين والناشطين السياسيين. في هذا التحقيق الاستقصائي شهادات ومعلومات رواها ناجون من أقبية الموت بسبب مشاركتهم في التظاهرات الاحتجاجية في البلاد.
لم أخرج إلا بعدما عُرضت عليّ صور لي أخذت بأوضاعٍ مُهينة أثناء التعذيب، وطُلب مني أن أوقع على ورقة وأبصم من دون معرفة محتواها ومن جعلني أبصم حذرني من العودة إلى ساحة الاحتجاج لأن ثمن هذه الورقة غالٍ.”