فداء التي أمضت حياتها في الداخل الفلسطيني، تحوّل اسمها بالساعات الأخيرة إلى محطّ اهتمام عربي، وعكست قضيتها “اختباراً كبيراً للعلاقات الجديدة بين إسرائيل والإمارات”.
إنه لأمر مريب أن تستمرّ دولة كالإمارات بنهجها القمعي الذي تحاول إخفاءه بناطحات السحاب، في مقابل ريبة أخرى يمثلها النهج اللبناني في التفلّت من العقاب وعدم احترام الإنسان وحقه في الحياة وفي العدالة.
لم تذقه أمم الأرض، صارت محاولة العيش داخل هذه الجغرافيا عذابًا، من طوابير الانتظار لجالون بترول معدم إلى الركض وراء أسطوانة غاز مختفية. لقد كذبتْ علينا كلُّ أطراف النزاع وداعموهم.
سيصفق الممانعون لبشار الأسد أينما حل، بدءاً من إرساله متطوعين إلى روسيا ووصولاً إلى زيارته أبو ظبي، وهم لا تشكل اتفاقات ابراهام لهم أي حساسية فيما لو كانت الإمارات إلى جانبهم في حروبهم ضد شعوبهم، وعلاقتهم مع فلاديمير بوتين خير مثال على هذا.
يعتبر ناشطون جريمة مقتل السنباني، تفصيلً دمويًّا صغيرًا داخل لوحة أكبر مخضبة بالدماء، هذه اللوحة الدموية عنوانها حصار اليمني جوًّا وبرًّا وبحرًا وإغلاق منافذ السفر أمامه؛ مما يضطره للسفر عبر طرق غير رسمية وخطرة ومحكومة بالفوضى والعصابات.
هيا ولطيفة كانتا ضمن نساء كثيرات شملتهن تسريبات “بيغاسوس” ممن كن ضحية المتابعة والاختراق. وحين تكون الضحية المستهدفة امرأة تكون الوطأة أشدّ، خصوصاً عند انتهاك حريتها وحياتها الخاصة وهو أمر ليس مكفولاً أصلاً في النظم والثقافات المحلية.
بغضّ النظر عن الأسباب التي دفعت المملكة العربيّة السعوديّة إلى استهداف الخارجيّة المصريّة والتنصّت عليها، إلّا أنّ ليس هناك أي تبرير قانوني أو أخلاقي لاستهداف المملكة ديبلوماسياً من دولة حليفة.