الشعور الديني المتهيج باستمرار، يكشف أن ثمة حلقات موصولة ببعضها، تستوي بينها المسافات مهما تباعدت الأزمنة والسياقات. ينطبق هذا الحال مع وقائع عدة، لا سيما واقعة مجدي يعقوب، وغيرها من حوادث العنف الطائفي المريرة.
كشف الجدل عن أحقية الدكتور مجدي يعقوب (هو جرّاح مصري عالمي) في دخول الجنة، هيمنة المظهر الديني على الجوهر الإنساني حتى في العقول التي تطالب بالفصل بين الدين والحياة العامة.
هل هذه مناظرة “جادة” بين تيارين أحدهما علماني والآخر ديني، يتنازعان على مساحات الوسطية التي يعد بها دوماً مشروع “تجديد الخطاب الديني”، أم أنها مجرد مبارزة خارج الحلبة بين طرفين لن يجتمعا في حوار حقيقي حول مسألة “تجديد التراث” المزعومة الذي تشبه الـ”كليشيه”؟
تحتل واجهة المدارس، ومبانيها الداخلية، الكثير من اللافتات التي تحفل بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومآثر تعكس قيماً إسلامية محضة، لكنها تكرس هوية واحدة وسلطة متينة، تجعل الآخر المسيحي في تبعية ودرجة أدنى.
قبل أيام استشارني أحدهم في اختيار اسم لطفلته التي ولدت للتو. “كارما” كان ما اختاره وسألني عنه. سائلي هذا ليس هندوسياً ليؤمن بالـ”كارما”، وطبعاً المقصود “كرمة”.الشاب هذا متزوج من منقبة، ويسألني عن “شرعية” اسم لا يستطيع لفظه، ولا أظن أنه حتى يعي معناه.
لا تبدو الأزمة، في ما صرح به شيخ الأزهر حول ضرب الرجل زوجته؛ فليس من المتوقع أن يخالف رجل دين نصوصاً صريحة في القرآن. إلا أن المأساة الحقيقية تقع في دوائر الخوف التي تهيمن بحدودها على المفكرين والحقوقيين.
“تعبتني معاك يا فضيلة الإمام”، لم تكن تلك الجملة التي رددها السيسي قبل عامين، مجرد مزحة كما اعتبرها البعض لكنها تكشف عن الصراع المكتوم وقمة جبل الجليد بين الإمام والرئيس المستمر حتى اليوم..