ما هي نظرتكم إلى نظامٍ يسمح بإطلاق الرصاص على الأطفال، ويختطفهم من نومهم، ويدمّر مدارسهم؟ يجب أنْ تكون نظرتكم إلى هكذا نظام هي نظرتكم إلى النظام هنا في إسرائيل.
بشار حيدر – أستاذ فلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت
هناك دوافع لا أخلاقية للاستماتة في الدفاع عن حرم التطبيع. فمن شأن التقديس الشعائري لهذا الحرم، والمغالاة في أمره، أن يغفر ما تقدم وما تأخر من الذنوب المرتكبة بحق الفلسطينيين وغيرهم.
واضح أن الأمر بالغ الخطورة، والتعقيد، فتلك هي المرة الأولى التي يجد فيها الفلسطينيون أنفسهم لوحدهم من دون أي ظهير عربي، ليس من الناحية العملية فقط، وإنما من النواحي السياسية والمعنوية والنظرية أيضاً.
“حزب الله” على طاولة المفاوضات الحدودية. الخطوة هي الثمرة الأولى لسياسة العصا والجزرة التي صاغها مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر، وهذا الأخير صديق الآخذين على الحزب موافقته على جلوس لبنان على طاولة المفاوضات.
خلال السنوات الماضية ظهرت بوادر تنذر بالتأهب لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، كما توقع البعض حينها أن تشكل هذه الخطوة بطاقة وصول ولي العهد السعودي إلى كرسي المُلك…
حصر الاستعمار بين الشر المطلق والخير المطلق، يحيلنا نحن شعوب هذه المنطقة، إما إلى “مقاومين” و”شهداء” أو “مستسلمين”، و”منبهرين” بنماذج يقدمها لنا الخارج.
ها هي الأنظمة وقد وصلت إلى “التورط” اللاواعي والمجاني في التطبيع مع إسرائيل، بدل “التطور” الواعي في الصراع مع إسرائيل! هذا الأمر نمّ عن سذاجة في التفكير السياسي…
مشكلة جمهور “المقاومة” و”الممانعة” أن منظومته المفاهيمية مغلقة على شعار محاربة الإمبريالية والصهيونية، فقط، وأن هذه المنظومة باتت منفصلة تماماً عن رفض الاستبداد والفساد والطائفية.