حطّ ترامب من قدْره في 6 كانون الثاني، هو ومَن على شاكلته من ورثته الطامحين، وسيكون من الصعب عليهم الحصول على دعمٍ مؤسَّسي في الحزب الجمهوريّ في مرحلة ما بعد ترامب…
لا أحد يستطيع الجزم بما سيكون عليه ظل حجي على النظام الإيراني في المستقبل، لكن الثابت أن الناس في بيروت وبغداد وغيرها بدأوا يخرجون من الظلال، كاسرين حاجز الخوف إلى غير رجعة.
يعتمد الإعلام الأميركي مبدأ: الهجوم على صحافي واحد هو هجوم على الصحافيين جميعاً وبالتالي التهديدات التي تعرّض لها أهل الإعلام والصحافة في تغطية التمرّد أخذت حيّزاً كبيراً من التغطيات والنقاشات داخل الاستديوات الإعلاميّة.
الواقع أن وصف ترامب الدائم لرأي كل من يعارضه، بعبارة “أخبار كاذبة”، سيبقى إلى الأبد في ذاكرة المنتمين إلى المجتمعات المعرفية، الذين شعروا للمرة الأولى في الولايات المتحدة بالإحباط والهزيمة والتجاهل التام خلال فترة توليه منصبه.
أميركا مذهولة بما فعلته بنفسها عندما أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض، ونحن غارقون بنشوة فشلنا على كل المستويات. الإعلام هناك، خلف المحيط، يبحث عن مصطلحات جديدة ليسوقها في وصف الحدث، ونحن عالقون عند “انتصاراتنا” الوهمية .
ولاية ترامب الرئاسية أشبه بطائرة تحاول ضرب رمزية المؤسسات الأميركية، وتحاول أن تسقط برج الديموقراطية بطريقة انتحارية لا تخلو من جنون العظمة، مع فارق أساسي وخطير عن 11 أيلول: الكوميديا.
أيام تفصلنا عن استلام الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن سدّة الرئاسة الأميركيّة، فهل تشهد واشنطن أعمال عنف أسوة بمشاهد متنوّعة رأيناها العام الفائت في ولايات عدة؟
يُعتبر دونالد ترامب أكثر الشخصيات مشاكسة على منصات التواصل الاجتماعي لجهة تغريداته المستفزة، والتي عرّضته أكثر من مرة لحذف محتوى، أو تلقيه إنذارات وصلت إلى تهديد بإقفال الحسابات الرسمية نهائياً.
النظام، لم يخصص عبثا، ميزانية مالية ضخمة، لاستحضار سليماني من غيابه واستعادة حضوره بهذه الكثافة، فالرجل ترك فراغا هائلا خلفه، خصوصا في مشاريعه العابرة للحدود…