يمثل استقلال الأكراد المفروض بحكم الأمر الواقع في شمال سوريا، فرصة ومخاطرة في آن. فهو يمثل تهديداً حقيقياً بالصراع، ليس بين الدولة التركية وسلطة الاستقلال الذاتي لأكراد سوريا وحسب، بل ومع دمشق العائدة إلى الساحة بقوة متنامية.
تسمر السبعيني لا حول له ولا قوة يراقب النيران التي ابتعلت حقوله الذهبية فجأة، فوقف عاجزاً يضرب الأكف متحسراً على رزق العائلة الذي لم يبق منه إلا الرماد .
السياسة التركيّة تجاه الأكراد واضحة. العداء لكلّ ما هو كرديّ بحجّة حزب العمال الكردستانيّ. تركيا عارضت استقلال إقليم كردستان وتعارض الحكم الذاتي الكرديّ في سوريا، وتطوّق حياة الأكراد..
تدعي حكومات الدول المهيمنة على بلاد الأكراد أنها “لا تعادي الشعب الكردي، ولكنها تحارب الإرهابيين والانفصاليين والمخربين… إلخ”. ولا تتوانى عن القول: “نحنُ نحمي مواطنينا من ذوي أصولٍ كردية” أو “نحنُ ذهبنا ودمرنا وقتلنا المئات من (الإرهابيين الأكراد) لأننا نحب الأكراد ونريد حمايتهم!”.
ترسم شهادات الأكراد السوريين المجرّدين من الجنسية السورية، صورة أفعال النظام السوريّ، تجاه الأكراد، وتوضح حجم الانتهاكات القومية والاجتماعية والثقافية التي يتعرّضون لها من قبل السُلطات المتعاقبة على سوريا، وتمييزهم على أساس الهويّة القوميّة. حتى حين منحت حكومة النظام السوريّ الجنسية للأكراد السوريين كان عنوان مادتها الدستورية منح الجنسية العربية السورية للمسجّلين في سجلات أجانب الحسكة