منذ بضعة عقود مضت كان دور الآباء في تنمية الطفولة مُهمشاً. ونادراً ما وجد علماء النفس الذين درسوا قبل فترة الثمانينات، أي ذكر للآباء في المجلات العلمية. وكانت الأبحاث كلها تقريباً تُركز على دور الأمهات في نمو أطفالهن. لكننا الآن صرنا أكثر استنارةً بالطبع حول هذا الموضوع.
دخلت الصبية إلى مكتبي الكائن في الطابق الخامس من بناية شاكر وعويني في وسط بيروت. لم نكن نعرف بعضنا بعضاً معرفة شخصية، ولكننا تبادلنا القبل وتعانقنا مثل صديقتين قديمتين. “أُهرّبُ الثورة في كلسوني”، كانت هذه أول كلمات قالتها لي في قهقهة لا أزال أذكر رنتها.