تركنا البلد منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، التحقنا بجزء من أصحابنا السوريين الذين جمعتنا بهم بيروت. محظوظون بأن “الموت ضلّ الطريق إلينا”، ومحظوظون بأننا استطعنا الإيفاء بوعدنا لابننا.
مهما تمادى خيال المجرم العاديّ لن يصل إلى درجة أيقنة جريمته والتباهي فيها على منوال مكتب البريد الذي قرر جعل لحظة الانفجار خالدة في سجل الجرائم التي ارتكبت على مر السنين.
“لبنان الحياة” الذي تروّجين له يا نجوى، بات يحتضر ومعه الشعب الذي تطالبينه بأن ينتفض، وعندما فعل في تشرين الأول/ أكتوبر، غرّدتِ خوفاً من أن “يخربوا البلد”!
بيروت عندما تفتح لي أبوابها ترمقني بنظراتها المفعمة بالأمومة الثانية. أمدّ رأسي من شبّاك السيّارة سامحةً لنسمات المدينة الرطبة بأن تراقص شعري الحرّ بمطلق حريتها، نسمات تشبهني حرّة وجامحة ومن دون هويةٍ واضحة.
لم يكن السرطان الوحيد الذي طعنني، بل أيضاً سرطانات أخرى وطعنات في الخاصرتين والقلب. فصرت مريضة المرارات والفقد، وأهم أمراضي وحدتي المستعصية على الرحيل…
كيرا غورني – مركز المحققين الصحافيين الاستقصائيين ICIJ
قال مسؤولون سابقون في وزارة الخزانة الاميركية إن تحقيقاً بشأن ارتكابات الشركة قد تأجل خوفاً من إغضاب دولة الإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وعندما فشلت محاولات إقناع الإمارات بالعمل بمفردها ضد “كالوتي”، جرى تعليق التحقيق.
نفكّر بانفجار مرفأ بيروت، هل نذهب به إلى محكمة دولية وننتظر 15 عاماً، ليقف قاضٍ ما أمامنا ويقول لنا إنّ موظّفاً صغيراً في حزب ما مسؤول عن النكبة ودمار المدينة؟ هل نسلّم رأسنا إلى القضاء اللبناني الذي جرّبناه في ألف قضية ولم نعد نثق بمعظمه؟