مهما تمادى خيال المجرم العاديّ لن يصل إلى درجة أيقنة جريمته والتباهي فيها على منوال مكتب البريد الذي قرر جعل لحظة الانفجار خالدة في سجل الجرائم التي ارتكبت على مر السنين.
إذا كانت ديمومة النظام مرهونة بمدى قدرته على رفع نفسه إلى مستوى القداسة لضمان تسلطه، فإن النكتة السياسية أطاحت بهذه المعادلة ودكّت مناعة هذا النظام من السخرية من دون هوادة.
على ركاب الطائرة المنهكين من بلدهم، من أدنى التفاصيل المتعلقة بيومياتهم، حتى وصولنا إلى جريمة تفجير المرفأ، التي كادت تكون رحلتنا فعلياً إلى السماء من دون طائرة، عليهم أن يضعوا الأحزمة على وقع دعاية الشركة التي تشكل لبّ خطاب الحربقة.