هل تلعب الأخبار الآتية من بعيد دوراً في تأزيم أحوال المقيمين في سوريا، ليست الأخبار وحدها من يفاقم صعوبة الحياة اليومية، بل إن سرعة تردي الأحوال المعيشية والترقب الحذر للأسوأ، قد يكونان الشرارة التي تشعل نار المقارنة ما بين واقعين.
إن كان العقل البشري أكثر إبداعاً من الحياة في مواجهة الإفلاس والعجز الاقتصادي، إلا أن العاطفة تتفوق على العقل وعلى عاتيات الأيام والظروف حالكة السواد والقهر.
على رصيف ضيق تقف الأم لتجمع بعض الثلوج، تجمعها وتحولها إلى كرات صغيرة، وتمنحها لولديها الصغيرين، تدعوهما للعب معها، يضحكون ببراءة لكن كرات الثلج سرعان ما تذوب، فيعودون إلى البيت مجبرين: لا كهرباء ولا تدفئة، حتى دقائق اللعب أقصر من ضحكاتنا!
تقف لينا قرب الغسالة، تحرك أزرارها يدويا، عيناها على الساعة وبعدها تنتقلان إلى محرك برنامج الغسيل، تقلل من فترة الغسيل بعد أن اختارت أقصر برنامج، ليتزامن انتهاء وجبة الغسيل مع لحظة انقطاع الكهرباء.
لن يحجب العطر رائحة الحرب ولا ذاكرتها لكنه ربما ينعش الأمل بأن الحياة أقوى، ويبقى العطر قوة من أجل البقاء وإن في غرفة الإنعاش، يبقى أقوى من الموت والتلاشي.
في الحرب لا نصر على الضحك وقد لا نجرؤ، لكن إن فعلنا، نرفع صوت القهقهات، نوسع مساحتها، ونكررها، نضحك أكثر ، أعلى وأوسع، وندعي أن فمنا عاجز عن الإقفال كي لا نتوقف عن الضحك، في الحرب نترك الحدث يصنع ضحكاته ونستسلم.