عن ميادة، ذكريات البداية وحكاية يدويات بنات زينب، وعن ماسة، حكاية إبرة وخيط وحبها وشغفها بدمج الألوان والغرزات، وعن نيرمين، وحلمها بأن يكبر مشروعها الصغير… عنهن أكتب.
كنت كنساء كثيرات مثلي أُضطر إلى البقاء في المنزل، كي لا أخرج مرتدية كل هذه الملابس في درجة حرارة كانت تصل إلى 45 درجة مئوية. ربما يكون هذا الأمر تافهاً إذا ما قورن بتفاصيل يومية عشناها بقساوتها تحت حكم تنظيم الدولة، إلا أنه كان موازياً لكل ذلك السواد تعباً وإرهاقاً وقطعاً للأنفاس.
“الحياة مختلفة، جيدة في بعض الجوانب وسيئة في بعضها الآخر، ليس لدي الكثير من المشاكل في المنفى، أشعر بالحرية والأمان، وأستطيع الخروج من البيت متى أشاء، لكنني أشتاق إلى عملي وعائلتي في داكا”.
“الصبوحة” امرأة لا تعلم كم تبلغ من العمر، ترتجف من الماء البارد، ويرتجف جسدها وهي تتحدث، وحين تسألها، كم عمرك؟ تقول: عمري 35 سنة. تنسى عمرها الذي أمضته، بين حماة مدينتها التي ذبحت على يد الأسد الأب، واليوم جاءوا بها إلى معتقلات الابن.