مع اختلاف الظروف والوقائع، إلا أن الرجلين تجمعهما نقاط مشتركة في تماسهما مع السياسة، كل في بلده، وصولاً إلى اتخاذهما القرار نفسه بالانسحاب من العمل السياسي بسبب وصولهما إلى حائط مسدود.
على الغالب فإن سعد المجرّد راض بعنف المليشيات، لأنه لا يحقق العدالة، ولأنه يجعله هو نفسه ضحية للعنف في نظر كثيرين ممن يغمضون عيونهم عن ارتكاباته في حق نساء.
ما هو سبب وجود هذا العدد الكبير من الأوراق الملغاة، برغم حرص “حزب الله” و”أمل” على تدخّل مندوبيهما لمساعدة الناخبين خلف العازل على الانتخاب بحجّة الأميّة والعجز؟ وهل فعلاً كان يمكن لاحتساب هذه الأوراق أن يشكّل تغييراً في نتائج الانتخابات كما حاول أن يلمّح حسن فضل الله؟
في العتمة شبه الشاملة، يتابع كثير من اللبنانيين لعبة الدولار وهو يرتفع وينخفض كدمية خشبية مربوطة بخيطان يتحكّم فيها “محرّك العرايس” رياض سلامة من مكان خفيّ
أعطى يوسف صوته التفضيلي في هذا النهار الانتخابي للنهر. رمى بصوته في الماء، ووضع صورة جميلة للنهر على إنستغرام، فيما كثيرون كانوا يضعون صورهم من داخل مراكز الاقتراع، وأصابعهم مغمّسة بالحبر.
تشبه اللوحة بلادنا المدمّرة، وتعكس بألوانها وشخصياتها واقعنا “المقصوف” بالفساد والجوع والسرقات وانتهاكات حقوق الإنسان. صارت اللوحة عالمية، وتعبّر عن جميع المدن التي يعاني أهلها من المآسي ومن الاحتضار الطويل. تشبه اللوحة بيروت. كما تشبه بغداد وحلب وجنين وصنعاء
لا تتورّع المنظومة، بوقاحة منقطعة النظير، عن وضع أصوات اللبنانيين المقترعين في الخارج في “حساب” مصرف لبنان، وتحت وصاية حاكمه المطعون بنزاهته والملاحق قضائياً، لتكون موضع ريبة وشكّ.
كثيرون ممن يخططون للفرار بعد سنوات طويلة من الخدمة في المؤسسة العسكرية التي تحمل شعار “شرف، تضحية، وفاء”، يفكّرون في تعويضاتهم، ويمنّون النفس أن تستعيد مع الوقت قيمتها. لكنها أضغاث أحلام. سيكون عليهم، كما غيرهم، “التضحية” بـ”وفائهم” للمؤسسة والوطن صوناً لـ”شرف” العيش الكريم.