لم يعد سراً في نينوى أن الحشد الشعبي له علاقة بالفساد المنتشر في الدوائر الحكومية، وان تجنب الأهالي والمعترضين على المؤسسة الحكومية الإفصاح عن ذلك علانية يأتي نتيجة خوفهم من سطوة الميليشيات وأبرزها عصائب أهل الحق والخراساني وسرايا السلام.
الموصل التي تخلصت من سطوة الجماعات المتشددة بين 2003 –2017، واقعة اليوم تحت سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي أو “وريثة داعش”. دفع هذا الواقع صحافيين الى الابتعاد عن المدينة أو العمل بصمت وبأسماء مستعارة مستفيدين من دروس سابقة كان معظمها مميتاً.
لا تقتصر الضغوط والاغراءات لشراء البطاقات الانتخابية على المناطق المحررة وفي الأجهزة الأمنية، ففي جنوب البلاد أيضاً يسعى مرشحون للحصول على تلك البطاقات وضمان أصواتها لمصلحتهم عبر توزيع “هدايا” وأموال.
يقول خدر علي وهو يحاول منع نفسه من البكاء بينما ينظر باتجاه بقايا المدينة القديمة المدمرة :”بعد 70 حملة ابادة، نجحنا في مقاومتها جميعاً والبقاء هنا، اليوم نحن أقرب من أيّ وقت مضى للانكسار والضياع”.