وحدها الناصرية وساحتها الشهيرة (الحبوبي) لا تزالان تشهدان أحداثاً ساخنة ومواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين المطالبين بالإفراج عن المعتقلين وإقالة الفاسدين والرافضين عودة الاحزاب الى عملها السياسي في الناصرية.
الظروف الاقتصادية التي يمر بها العراق وتضيق الخناق على إيران تسببا في انخفاض مستوى الدعم للجماعات المسلحة الناشطة في العراق، خصوصاً تلك التابعة لإيران، ما دفعها الى اللجوء لتمويل نفسها عبر بوابة الخمور والمخدرات والتي باتت من أقوى الأسواق الداخلية في العراق…
على رغم توسّطها جغرافياً جنوب العراق، وسباحتها على بحيرة من النفط، إلا أن مدينة الناصرية تعاني الفقر والإهمال، إضافة إلى مشكلات إدارية وسياسية، كما باتت مركزاً للاحتجاجات والثورة على الظلم وحاملة راية المطالبة بالإصلاح وتغيير النظام.
حميدة ستأتي كل جمعة إلى ساحة الحبوبي في الناصرية وفي يدها صورة ابنها. لن تتوقف عن فعل ذلك، لأنها لن تقبل بإسكات الأصوات التي تصدح لاحياء حلم من قتلوا في سبيل تحقيقه…
المعطيات الأمنية المتوافرة تشير بأصابع الاتهام إلى كتائب “حزب الله” العراقي المدعومة من إيران بالوقوف وراء مجموعة “ربع الله”، التي تنشط غالباً في بغداد، وتمارس الضغط والترهيب انطلاقاً من العاصمة، ثم يقية المحافظات.
مئات العناصر بلباس مدني يحملون اسلحة فردية، قاموا بالتسلل إلى الساحة من منافذ عدة، وإطلاق النار وحرق جميع الخيم التي يناهز عددها الستين، ولم يكن للأجهزة الأمنية أي وجود في تلك اللحظة.