يحتاج جنوب سوريا إلى المزيد من الوقت حتى اتضاح المشهد العسكري الجديد. فالعمليّات العسكريّة الأخيرة في درعا تزعج النظام بالتأكيد، لكنها بشكلها الحالي لن تغيّر الكثير…
بدأت في الإمارات بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم بمشاركة المنتخب السوري، فهل حقاً يمكن فصل الرياضة عن السياسة في قضية ملطخة جداً بالدماء ومئات الرياضيين السوريين قُتلوا خلال السنوات الماضية، وبعضهم ما زال مغيباً حتى الآن في سجون النظام ومعتقلاته؟؟
في محافظة درعا، وما شابهها من مناطق “التسوية”، ليس “المنشقون” وحدهم من يجدون أنفسهم يُساقون إلى الخدمة لدى قوات النظام السوري، فالاتفاقية ألزمت الآلاف من الشباب الانضمام لأداء الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، فيما يمكن اعتبارها أكبر موجة التحاق في صفوف قوات النظام منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011.
بدأت نتائج إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن تظهر تدريجياً؛ فالمعبر حمل مع عودته إلى الحياة رسائل كثيرة ومكاسب وخسائر على المستويين الحكومي والشعبي لكلا البلدين، ليُصبح السؤال اليوم: من الرابح ومن الخاسر بعد شهرٍ على افتتاح معبر نصيب؟
بات النظام يسعى أكثر من أي وقت سابق إلى ترسيخ مفهوم “سوريا الأسد”، سوريا التي يُصنّف فيها المواطنون إلى فئتين؛ الأولى تؤيد النظام وتُقتل وتُضحي في سبيله، ولهؤلاء الامتيازات والأولوية في الدولة، والثانية هي ما تبقى من الشعب السوري، سواء كان معارضاً أو محايداً
فَقَدَ ما تبقّى من مساجد سوريا ما احتفظت به من رمزية دينية، وتحوّلت منابرها إلى منابر للترويج والإعلان عن الخطابات الفكرية والسياسية، ليُضاف هذا التحوّل إلى ما يعمل النظام على منحه للأوقاف من استقلالية ورسم حدود للصلاحيات، فهل يسعى النظام إلى البحث عن دور أكبر للمؤسسة الدينية كداعم للعمل السياسي؟
التحدي الأكبر لمرحلة إعادة الإعمار، يكمن في إعمار النظام السياسي وتطبيق القانون وتحقيق العدالة، وإلا فإن الخلل سيبقى قائماً، والحرب التي لم تنتهِ بعد، قد تبدأ من جديد.
المكاسب التي حققها النظام من المشهد الذي آلت إليه المنطقة الجنوبية، لم تقتصر على إنهاء وجود المعارضة عسكرياً، بل توسعت إلى تحويل مقاتلي هذه الفصائل، بعددهم المقدر بالآلاف وما يملكونه من خبرة قتالية، من خصوم للنظام إلى حلفاء له
لا يمكن لمن يتابع المشهد الأمني والعسكري والمدني لمحافظة درعا خلال الأسابيع الأولى من استعادة النظام لسيطرته الكاملة عليها، إلا أن يلمس دورًا إقليميًا ودوليًا يبدو أكبر من النظام ومعارضيه معًا