لم تذقه أمم الأرض، صارت محاولة العيش داخل هذه الجغرافيا عذابًا، من طوابير الانتظار لجالون بترول معدم إلى الركض وراء أسطوانة غاز مختفية. لقد كذبتْ علينا كلُّ أطراف النزاع وداعموهم.
اليومَ، ونحن على مشارف انتهاء مدة الوديعة وأموالها، يقف البنك المركزي اليمني عاجزًا عن سدادها؛ لأنه لم يتمكن من جمعها، كونَه لم ينتهج سياسة الاستعاضة لاسترداد مبلغ الوديعة، وفقًا لخبراء الاقتصاد.
تنوّعت الانتهاكات والمخاطر التي يتعرّض لها الصحفيون اليمنيون؛ بالنظر إلى طبيعة الصراع، وتعدد أطرافه، باختلاف مناطق السيطرة، وحلّت الإساءة اللفظية في مقدّمة تلك الانتهاكات.
“تتزايد احتمالات تعرض المدنيين الذين يعيشون في مناطق مكتظة بالسكان لهجمات، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف السكان، ويعمق الصدمة النفسية التي لحقت بالمجتمعات المحلية المتضررة جراء سبع سنوات من الحرب”.
“نخرج من أبين الساعة السادسة صباحًا، يستغرق الطريق قرابة ساعة إلى ساعة ونصف، إذا لم يحدث طارئ، نصل في التاسعة كأعلى تقدير، غالبًا ما يفوتنا نصف المحاضرة، وفي بعض الأحايين نصل وقد شارفت المحاضرة الأولى على الانتهاء”
قبل أشهر قليلة، تداولت الأوساط القريبة من الحكومة المعترف بها دوليًّا، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، غضب. بالنسبة لبلد يُحكم عن بعد، يبقى معطى مثل هذا، محل اهتمام.
يعيش الوسط الصحفي والإعلامي في اليمن منذ أول أمس، حالةً من الصدمة لمقتل صحفية يمنية حامل في شهرها التاسع وهي في طريقها لتضع مولودها، بطريقة وحشية لا يستوعبها أي عقل أو منطق، وهو بمثابة استهداف للإنسانية والبشرية جمعاء.
إنهم لا يبتعدون كثيرًا عن الغوغاء التي وضع فيها قرداحي نفسه، فهذا -الأخير- وإن كان ينحاز لـ”الحوثيين”، ويرفض الحرب اليمنية لأنها لا تتناسب مع مقاسات رعاته، يرتضيها بضمير مصمت للشعب السوري.
يعتبر ناشطون جريمة مقتل السنباني، تفصيلً دمويًّا صغيرًا داخل لوحة أكبر مخضبة بالدماء، هذه اللوحة الدموية عنوانها حصار اليمني جوًّا وبرًّا وبحرًا وإغلاق منافذ السفر أمامه؛ مما يضطره للسفر عبر طرق غير رسمية وخطرة ومحكومة بالفوضى والعصابات.