أكثر من مئة شاب من بلدة العالية، غادروا للقتال في سوريا بين عامي 2012 و2014، وهي فترة حكم الترويكا كما يسميها التونسيون، أي حكم حركة النهضة، الفرع التونسي لجماعة الإخوان المسلمين.
على ضفة أخرى من هضبة باب الرمل، يقع منزل والد الانتحاري عبد الرحمن مبسوط. يستقبلك والده عارضاً شريط فيديو على هاتفه يظهر فيه يوسف وهو يرقص. ويسأل الوالد، كيف لشخص كان يرقص قبل أشهرٍ من تنفيذ العملية، أن يُقدم على ما أقدم عليه؟
وأنا اقترب بكاميرتي إلى مكان الاشتباك، وقع انفجار كبير، فصرخ المقاتلون: “لقد نفذ… لقد نفذ”، وكان المنفذ شقيقي، والتقطت بكاميرتي مشهد الانفجار. والمشهد ظهر في إصدارٍ للتنظيم اسمه “غرم الكماة 2”.
في سجن بوكا في البصرة تم تخصيب عنف البعث ودموية ضباط في الجيش العراقي بأفكار السلفية القتالية. هناك تماماً ولد “داعش”، فهل نحن اليوم بصدد ولادة مسخ آخر؟
يبدو أن فصولاً بدأت تتكشف من حكاية إقدام تنظيم “داعش” على إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أسقطت طائرته في شرق سوريا عام 2015. “درج” عاد وتقصى الحكاية من خلال لقاءات مع “قادة” في التنظيم، في مراكز احتجازهم في بغداد.
يؤكد أمنيون عراقيون أن القضاء على أبي بكر البغدادي أمر بالغ الأهمية في سياق الحرب على “داعش”. يخشى هؤلاء من أن يكون الظهور الأخير للبغدادي محاولة لإعادة تشكيل قواته.
إذا كان الشرط السياسي لاستيقاظ “داعش” غير متوفر اليوم، فإن العراق بطن ولادة للعنف ولشروطه السياسية والطائفية، و”مخيّمات العزل” ستكون قاعدة انطلاق جديدة للتنظيم… والمسؤولون الأمنيون في العراق يجمعون على اقتراب هذه اللحظة…