لا يشعر المسحوقون الواقعون في حب الطغاة بعذابات من يتعرضون للقتل والقصف كل يوم، ربما لأن وطأة الانسحاق حرمتهم من القدرة على التمييز، مثلما أضعفت مشاعر إنسانية ربما كانت لدى بعضهم في يومٍ ما.
ضيَّع الصراعُ على الدستور الثورة في مصر بـ”ضربة قاضية” غدت سهلةً بعدما بلغ الانقسام أعلى مبلغ. وضيَّع الوضع، الذي نتج عن عدم التوازن في المجلس الذي صاغ الدستور، الثورة في تونس بـ”النقاط”.
إذا صحت فرضية اعتماد رفض الديموقراطية موقفًا وعقيدةً للنظام العربي، يصبح ضروريًا ترقب ما سيحدثُ في ثلاثةٍ من بلدانِه في الفترة المقبلة هي تونس والسودان وسوريا.
تُرى ما الذي جال بخاطر جمال حسني مبارك، وأحمد علي عبدالله صالح، وربما أيضاً محمد صخر الماطري زوج ابنة زين العابدين بن علي والأقرب إليه في سنوات حكمه الأخيرة، عندما تابع كل منهم أنباء ترشح سيف الإسلام مُعمر القذافي في الانتخابات الرئاسية في ليبيا، واستبعاده ثُم عودته؟
يوجد اعتقاد شائع في أن الإنجازات الرياضية تدعم نظم الحكم التي تُحقق منتخبات بلادها بطولات في مسابقات كبرى، فكيف انعكست نتائج كأس العالم الأخير على القادة الثلاثة الذين احتفوا بالفوز؟
مونديال روسيا قدم صورة طيبة لعالمنا، فهو “انتصر” على سياسات ترامب المتعصبة تجاه الأعراق غير البيضاء،وعلى سياسات نظام بوتين التي تعتمد على شحن المشاعر القومية بطريقة لا تخلو من عنصرية، و”انتصر” للنضال ضد التمييز العنصري ورموزه الكبار.
أصدرت سلطات محلية في مدن بعض الدول قرارات ومراسيم تحظر على مواطنيها رفع أعلام دول أخرى خلال مباريات المونديال. يدل هذا القلق على حال توجس من الأجنبي وربما يعبر أيضاً عن شعور بالدونية واختزال الوطن في قطعة قماش.