“حضنان دافئان”، تحكّما بمصائر السوريين لسنوات طويلة، والحنين لأحدهما حالياً، ليس بريئاً من الحنين إلى الثاني، على رغم اندلاع احتجاجات عارمة وتقديم تضحيات.
ليس غريباً وجود أشخاص، وربما جماعات، متحمسين للتخلص من النظام السوري لكنهم مؤيدون بشدة لصدام حسين أو لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ثمة انفصام في التعاطي مع القاتل، انطلاقاً من انتماءات طائفية وسياسية وإيديولوجية.
استخدام الدول بنماذجها المختلفة، كمسرح لحرب الطوائف في المشرق، غالباً ما يتلازم مع دعوات كبرى كالقومية والعروبة لدى السنّة، والمقاومة والتحرير لدى الشيعة، والوطنية والحياد لدى الأقليات غير الإسلامية.
السوريون كانوا أحراراً، ضمن حرية داخلية تتيحها الجماعات بعيداً من الفردية ويكرسها النظام بعيداً من السياسة، ما يفسر جزئياً، فشل الثورة التي زادت اغتراب السياسة عن الحرية.
مشاركة “القوات اللبنانية” الذي يمثل المنطقة سياسياً في حفلة الريفية المستعادة، بالصمت عن الانتهاكات ضد النازحين، والدعوة لتفتيش منازلهم، يؤكد أن هذا الحزب، جزء من مناخ قيمي لا يساير جمهوره شعبوياً فقط، بل يتقاطع معه…
جريمة قتل السورية الشابة (نهى) وقطع رقبتها بعد طعنها في الجزء العلوي من جسدها ورأسها عدة مرات على يد زوجها (وحيد) في إحدى المقاطعات الألمانية، ليست جريمة معزولة.