الناس أصبحوا يمرون من أمام المرآة غير آبهين، كخيالات تمرّ ولكنها لا ترى نفسها. لا أحد يريد التقاط صورة على هذه المرآة بعد الآن. أحقاً نريد أن نرى وجوهنا مع هذه الخيبات؟
التقط علبة الدخان ليريني عبارة: “التدخين يقتل”، “بيروت تقتل” وليس التدخين. اقتربت منه فتاة صغيرة واضعة وجهها على كتفه. نظر إليّ مجدداً وقال “ما بدي مساعدة خدو البنت وخيها وسفروهن ليعيشوا، ما بدي يموتوا هون”.
“شو إجاكي بنت أو عسكري؟” إنها النكتة الأكثر تداولاً عن عكار. فعلاً لا يكاد يخلو بيت في عكار من “عسكري”، فأصبح لقب “خزان الجيش”، يرافق كلمة عكار في الإعلام وبخاصة عند أي حادث يتعرض له الجيش.
عندما طرحت المذيعة سؤالاً على أحد العكاريين عن سبب وجوده في بيروت للتظاهر، عادت إلى ذاكرتي عشرات الاسئلة التي كانت تطرح عليّ كعكاري في الجامعة اللبنانية: “وين بتصير عكّار؟”
أذهب إلى ملهى ليلي أو حانة تجلس أمام البار، فتاة ساحرة تجلس في الجهة المقابلة، نظرات فرفع كؤوس فاقتراب فمفاجأة. تصل إلى قربي، أنظر إليها، أحاول تخيل المشهد بيننا. فارق الطول مفزع