تستطيع الأنظمة غير الديموقراطية أن تصمد في مواجهة أعاصير كثيرة، ما دامت جيوشها وأجهزتها الأمنية موالية، وتصير آيلة إلى السقوط بمجرّد أن تتأزّم العلاقات المدنية – العسكرية، وتتحرّك شهيّة الجنرالات والعقداء للسلطة. الجيوش ضمانة النخب الحاكمة ورعبها.
بمقدار ما يكون المضمون السياسي لأي انتخابات نيابية فارغاً، بمقدار ما تبدو شعارات تلك الانتخابات ثقيلة الدم. وقرار ما كان يعرف بقوى 14 آذار، فكّ الاشتباك السياسي مع حزب اللّه، والتطبيع مع هيمنته على مقدرات الدولة اللبنانية، فرّغ الانتخابات النيابية المقبلة من معناها سلفاً، وأحالها الى مشهد، هو أقرب الى الكوميديا السوداء منه الى العمل السياسي، الجدير بأن يؤخذ على محمل الجدّ.
“النظام السعودي مصدر كلّ شرّ في الشرق الأوسط”. من يتابع كتّاب اليسار الاميركي المهتمّين بشؤون الإقليم لن يصل لغير هذه النتيجة – وتحليلاتهم لأحداث الأسابيع الماضية في الداخل السعودي ولبنان عود على بدء لجهة إعادة تظهير قناعات إيديولوجية باتت محكمة.