“كنت أنطر ساعات طويلة خلف سور المدرسة حتى يطلعوا عالملعب ساعة الاستراحة لشوفهن…”، تشير بادية بيدها وهي تقود سيارتها قرب ملعب مدرسة في ضواحي مدينة النبطية جنوب لبنان.
الصحافة تتعرض كل يوم للإهانة في وظيفتها وفي واقعها، والمواجهة مطلوبة، والقيم التي من المفترض أن تكون المهنة صادرة عنها هي اليوم في متناول مرتزقة الاعلام …
مشهدية المشانق الرمزية ودعوات المحاسبة من أعلى هرم السلطة في لبنان وليس من أسفله تلك هي المشكلة التي أغضبت زعماء لبنان وجعلتهم ربما يتحسسون رقابهم فعلاً.
فجيعة العائلات وذهولها، وهي تبحث عن مفقوديها هما الأصعب في المشهد البيروتي الدامي، فالمدينة استفاقت على دمار يحاكي دمار المدن التي سحقت خلال الحرب العالمية الثانية، وهو دمار يبدو صادماً ومحزناً على نحو لم تشهده خلال نكباتها وحروبها الكثيرة.
نحن نعيش وسط وباء وكوارث اقتصادية وحروب تلوح في الأفق، ومع ذلك فإذا نظرنا إلى ما طغى على الكثير من النقاشات خلال الأشهر القليلة الماضية سنجد أن فيها هوساً هائلاً بالمرأة: ماذا تفعل وماذا تلبس وكيف تعيش؟
كيف لمن قرر مواجهة الخصم الأصعب في البلد أن يصمت أمام المشهد المفجع على مداخل الجامعة والمستشفى؟ وإن كان فضلو خوري ينطق بما يقوله لبنانيون من أن حكومة “حزب الله” هي “الأسوأ” فكيف يمكن وصف الإدارة الحالية للجامعة الأميركية؟
اللبنانيّون الذين يعانون، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أموالهم المحتجزة في المصارف ومستقبلهم المظلم جراء عقوبات دولية ضد “حزب الله”، لا يحتاجون إلى “ثقالة” أخرى اسمها “مقام الرئاسة” التي تفترض في هذا الوقت بالذات قدسية وكمالاً غير موجودين…