ليس ساويرس وحده هو من دعا إلى عودة الحياة إلى طبيعتها ورفض الإجراءات الاحترازية، خشية من التبعات الاقتصادية، وتأثيراتها في الاستثمارات، إنما احتشد عدد من رجال الأعمال المصريين مع هذا الموقف، المنطلق من المصلحة الفئوية والخاصة
الشعور الديني المتهيج باستمرار، يكشف أن ثمة حلقات موصولة ببعضها، تستوي بينها المسافات مهما تباعدت الأزمنة والسياقات. ينطبق هذا الحال مع وقائع عدة، لا سيما واقعة مجدي يعقوب، وغيرها من حوادث العنف الطائفي المريرة.
تحتل واجهة المدارس، ومبانيها الداخلية، الكثير من اللافتات التي تحفل بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومآثر تعكس قيماً إسلامية محضة، لكنها تكرس هوية واحدة وسلطة متينة، تجعل الآخر المسيحي في تبعية ودرجة أدنى.
“كانت أيديهم تعبث بصدري… وقعت بوجهي على الأرض، وفوجئت بعدد كبير من هؤلاء البلطجية فوقي، يتحرشون بي، مرة ثانية، ويعبثون بمناطقي الحساسة. بدأت أصرخ طالبة النجدة، وظللت أصرخ إلى أن فقدت الوعي”… 14 عاماً مرت على الشهادة التي روتها الصحافية المصرية، نوال علي.
صادف الأسبوع الفائت مرور 21 عاماً على وفاة الشعراوي وهو ما كان مناسبة لمناقشة إرث الرجل ودوره وأفكاره، بحيث شن كثيرون هجوماً لاذعاً ضده معتبرين أنه شيخ السلطات والأنظمة في حين انبرى للدفاع عنه آخرون معتبرين إياه أحد رموز مصر.
لا تبدو الأزمة، في ما صرح به شيخ الأزهر حول ضرب الرجل زوجته؛ فليس من المتوقع أن يخالف رجل دين نصوصاً صريحة في القرآن. إلا أن المأساة الحقيقية تقع في دوائر الخوف التي تهيمن بحدودها على المفكرين والحقوقيين.
تكاد حوادث العنف الطائفي في مصر، والأزمات التي ترافق ملابساتها، تتحول مشكلة بنيوية في جسد الدولة والمجتمع. ففي السنوات الأخيرة برزت صورة قاتمة ومأساوية مع تكرار تعرض مواطنين للقتل، على أساس الهويّة الدينية