في الحياة السياسية اللبنانية يتداخل البعد الإيديولوجيّ بالعصبيّ بوجهيه العائليّ والطائفيّ. لكن، أين تتقاطع هذه الأبعاد وأين تتنافر، ومتى تكون الأولويّة لهذا البعد ومتى تكون لذاك؟
ليس صحيحاً أنّ 14 آذار 2005 كانت حركة واحدة ووحدويّة، كما يقول الأشدّ حماسة والأقلّ استعداداً للنقد والمراجعة. لقد كانت تظاهرة فيدراليّة إذا صحّ التعبير: تقاطعٌ وتماسّ بين أجساد كثيرة لكنّه يحفظ لكلّ جسد مكانه واستقلاله.
نحن اليوم أمام ازدهار للحاكم الفرد والمزاجيّ، أو بالأحرى المريض والمهووس وذي النرجسيّة الطفليّة. ولسنا بحاجة إلى ذكر اللائحة الطويلة من أسماء هؤلاء القادة، والكثيرون منهم يتوزّعون على الخريطة العربيّة
قام توازن القوى في منطقة المشرق العربيّ في الخمسينات والنصف الأوّل من الستينات على تنازع القطبين المصريّ والعراقيّ ومحاولة كل منهما استمالة سوريا. اليوم، بات المشرق ملحقاً بالمواجهة الإيرانيّة السعوديّة، فكيف حصل ذلك؟
قد تكفي نظرة سريعة إلى أحوال الدول الأوروبيّة الأربع الأكبر لملاحظة الغموض والحيرة العظيمين اللذين يحفّان بحاضر هذه القارّة ومشروعها، وتالياً بمستقبلها السياسيّ.
الدفعة الجديدة من العقوبات الأميركيّة على إيران تجعل إمساك طهران بالمشرق أكثر إلحاحاً: حياة أو موت. المساهمة في احتلال سوريّا لا تكفي ولا تشكّل بديلاً عن السيطرة الكاملة والمُحكَمة على باقي حكومات المنطقة
النظام الطائفيّ في لبنان – الذي نلعنه ألف مرّة في اليوم الواحد – يقوم على فرضيّات ضمنيّة كثيرة. إحدى هذه الفرضيّات هي التالية: لا يجوز لطائفة ما أن تتدخّل في التمثيل الوزاريّ لطائفة أخرى. هذا ما يشير إلى نوع من الخَفَر الطائفيّ حين يتعلّق الأمر بطوائف الآخرين.
لم تبدُ أميركا مقسومة كما بدت في انتخابات منتصف الولاية. الأمّة أمّتان. مع هذا، أظهرت الديمقراطيّة الأميركيّة قدرة فائقة على تنظيم الانقسام هذا، وعلى استيعابه. تأكّد أنّ دونالد ترامب لم يُطح الديمقراطيّة في الولايات المتّحدة كما تخوّف كثيرون. هذه هي الضمانة الواعدة على المدى الأبعد لأميركا وللعالم.
لقد قالت ميركل حين أعلنت قرارها أنّه “حان الوقت لفتح صفحة جديدة”. ربّما. لكنّ الصفحة الجديدة التي ستُفتح ستكون بالتأكيد من ثمار الانتصار الشعبويّ على ميركل التي يكفيها اعتزازاً أنّها ظلّت، حتّى اللحظة الأخيرة، تحاول التصدّي لهجمته العاتية والكريهة.