شاهدت أماً سبعينية لا تنطق. كانت ممددة على الكنبة، وأنا لا أقوى على شيء سوى النظر الى جدران بيتها والى لطخات الدم. لم أتحدث كثيراً لكنني كنت في سرّي اشتم هذا الكوكب.
داخل أقرب مجمّع تجاريّ لمكان الانفجار، فيما كنت أتبضع لبيتي الصغير الذي أجهزه كي أتزوج حبيبتي، سقط قلبي ومعه قلوب من هم هناك وجمعنا الصراخ والخوف والذعر.
في ساعات الحجر فكر بمن حجر نفسه لسنوات ولم يتفوه بكلمة واحدة.
الحجر بأنواعه الصحية كالمرض، والسياسية كالقمع، والاجتماعية كنظرة مجتمع، والاقتصادية كالفقر والعوز، والنفسية، نتيجة كل ما ورد
ثلاثية “الشيعة” كهتاف ليست بعيدة من ثلاثية “الجيش والشعب، والمقاومة”، كما أرادها “حزب الله” على الأقل في تفسيرها السطو على البلد وتغطيته الفساد في السلطة التنفيذية والتشريعية.
منذ بداية الثورة اللبنانية يحذرنا السياسيون من خطر اندلاع الحرب الأهلية، إلا أنهم نسوا أو تناسوا أن الشعب اللبناني تمرّد على ماضيه بعدما أيقن أن الأحزاب الحاكمة هي للحرب وليست للسلم.
تابع اللبنانيون والعالم صور المحتجين وأغانيهم وشعاراتهم ورقصهم مباشرة عبر الهواء وملأت صورهم الهواتف وصفحات السوشيال ميديا.
لكن يبدو أن القيادات اللبنانية لم تصلها الرسالة.