“الشعب الفلسطيني شعبٌ واحد، بكل أبنائه في الداخل والخارج، وبكل مكوّناته الدينية والثقافية والسياسية…” فإذا كان كذلك، فإن على حركة “حماس” التي تدير قطاع غزة، أن تقوم بما عليها في هذا المجال بصراحة ومن دون مواربة.
على رغم الألم الذي يسبّبه هذا الهوان العربي إزاء إسرائيل، إلا أنه لا مجال للصدمة أو المفاجأة هنا، وربما هذا المسار على مخاطره يحرر قضية فلسطين، كقضية حرية وعدالة وكرامة، من متاجرة الأنظمة بها.
أي رد من النظام الإيراني أقل من المستوى اللازم، لن يعتبر سوى “فشة خلق”، في حين أن رداً كبيراً سيكون بمثابة عملية انتحارية، وهو ما تدركه القيادة الإيرانية.
واضح أن الأمر بالغ الخطورة، والتعقيد، فتلك هي المرة الأولى التي يجد فيها الفلسطينيون أنفسهم لوحدهم من دون أي ظهير عربي، ليس من الناحية العملية فقط، وإنما من النواحي السياسية والمعنوية والنظرية أيضاً.
“التاريخ ليس حكاية للتسلية”، هي عبارة للأكاديمي الفلسطيني هشام شرابي، وتصحّ كثيراً على كلام الأمير بندر بن سلطان الأخير الذي وجه في انتقادات وهجوماً ضد القيادات الفلسطينية.
فلسطين ليست مجرد قطعة أرض، فهي معنى للحرية والكرامة والعدالة أيضاً، فلا تقتلوا هذا المعنى، وهذا أكثر ما ينطبق على قضية السوريين… فالحرية لا تتجزأ ولا يشترط عليها.
ها هي الأنظمة وقد وصلت إلى “التورط” اللاواعي والمجاني في التطبيع مع إسرائيل، بدل “التطور” الواعي في الصراع مع إسرائيل! هذا الأمر نمّ عن سذاجة في التفكير السياسي…
لا يمكن فهم الأوهام، أو الآمال، التي يتوخاها هنية ومعه قيادة حماس من لقاء نصر الله وقيادة حزب الله، لا سيما بعد التحولات التي حصلت لهذا الحزب، منذ انغماسه في اللعبة الداخلية السلطوية في لبنان.
إن خطوة التطبيع الإماراتية تفتح على مرحلة جديدة في علاقات إسرائيل مع العالم العربي، فهي تقفز فوق القضية الفلسطينية، وفوق الحقوق العربية، وفوق حقيقة إسرائيل كدولة استعمارية واستيطانية وعنصرية ودينية في المنطقة العربية.