يشارك موقع “درج” في مشاريع “قصص محظورة”، انطلاقاً من إيمانه بأن حماية مهنة الصحافة تبدأ بحماية من يؤمنون بها مهنة تسعى لتأدية دورها عبر كشف المعلومات ومحاسبة من هم في السلطة.
بدا ميشال عون معنياً بقضية واحدة تخصه وحده، مظلوميته هو وتياره وصهره وعائلته. بدا رئيساً لبلد يتهيأ للموت في مناسبة بلوغه المئة من عمره. ضحالة لبنان هذه هي التي سمحت لنجم ماكرون أن يسطع …
إنها مسألة وقت. بعد أيام أو ربما أسابيع سيُعلَن تعذر دعم الدولة اللبنانية مواد أولية مثل المحروقات والقمح والدواء. لن يُسمَع دوي انفجار ولكنها ستكون قنبلة موقوتة أخرى تقضي على ما نجا من جريمة المرفأ.
هل كان الوصول إلى عدالة كهذه يستأهل هذه الأثمان التي دفعت كلها؟
الجواب هو نعم، والتعليل هو في قصر المسافة الجغرافية بين السان جورج والمرفأ وبعدها بين من يؤمن بالعدالة مبدأً لحكم المجتمعات ومن يعتمد العنف أسلوباً لفرض الأجندات.
لبنان كما نعرفه انتهى. المكابرة لن تغير هذه الحقيقة. الأحزان لم تعد كافية. حتى الخوف لم يعد يجدي نفعاً. وقاحة المنظومة الحاكمة لا قعر لها وجرائم أركانها لن تنتهي. أخذوا ما أخذوه ولن يتركو لنا شيئاً. حتى الكلمات في أغانينا ها هم يسرقونها.
نجحت ثورتنا بكسر جدران الطائفية والمناطقية والزبائنية والطبقية، ولكن الحطام كشف كماً هائلاً من الجدران الإضافية المترابطة مثل متاهة نتسابق للخروج منها من دون أن نعرف مساحتها…
لم أقل لرائدة يومها كم فهمت صفعتها الأولى.لم أقل لها يومها ولا بعد ذلك كم أحببتها لأنها صالحتني مع قضية عادلة كنت اتخذت قراراً ضمنياً بتجاهلها بعدما كانت مناصرتها قدراً أكثر مما كانت خياراً.