أرسلتْ لي صديقة، وهي سيدة غربية عادت من زيارة عمل في السعودية أخيراً، رسالة هاتفية قالت فيها، “هناك أجواءُ خوف لم تشهدها المملكة من قبل”. قرأتُ كلماتها هذه فيما كنتُ أتابع عبر “تويتر” كيف تحولت ٣ نساء، هنّ أصوات نسوية دافعن عن حقوق السعوديات وطالبن بتغييرات سياسية، إلى “عميلات” وإلى “مخرّبات” يتواصل التبريك باعتقالهن.
ذكّرني ذلك سريعاً بسهولة الاتهامات التي تطلق عندنا هنا في لبنان وأنا ممن سبق أن طاولتهم تهمة “العمالة” المزعومة هذه، خصوصاً من ينتقد علناً هيمنة “حزب الله” على الحياة السياسية والأمنية في البلد، أو من يطالب بحريات عامة وفردية بعيداً من القيود الدينية والطائفية، لذلك بدا ما يحصل في السعودية من حملات تخوين وإطلاق هاشتاغ “عملاء السفارات” بمثابة صدى لواقع مشابه في لبنان، وفي ذلك مفارقة ساخرة. فمقابل “شيعة السفارة” في لبنان هناك نساء السفارة في السعودية. العقل التخويني يزود عقلاً تخوينياً بقاموس فيه من العبارات ما يدعو إلى التأمل.
وبحسب الصديقة العائدة من السعودية، فإن أجواء الانفتاح الأخيرة شجعت عدداً من الوفود الغربية على زيارة السعودية والتواصل مع ناشطين وناشطات في المجال الحقوقي، وأحدث تلك الزيارات حصلت الأسبوع الماضي، وواحدة ممن تم توقيفهن كانت من بين من اجتمعن ببعثات أوروبية ناقشت معهن قضايا حقوق المرأة وحرية التعبير. ومما نقلته إلي الصديقة عن أجواء الحذر والخوف، أن البعضر كان يضع هاتفه في غرفة مجاورة أثناء الحديث، قلقاً من احتمالات المراقبة.
فمقابل “شيعة السفارة” في لبنان هناك نساء السفارة في السعودية. العقل التخويني يزود عقلاً تخوينياً بقاموس فيه من العبارات ما يدعو إلى التأمل.